السرير: فقد قيل من رأى أنّه على سرير، فإنّه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده، وإن كان سلطاناً ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف، لقوله تعالى: ” وأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدَاً ثمَّ أَنَاب ” . وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة، وإن كان على سرير وعليه فرش، فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين. وإن لم يكن عليه فرش فإنّه يسافر.
وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش، وكذلك تدل الكراسي. وأرجل السرير تدل على المماليك، وخارجه على المرأة خاصة، وداخله على صاحب الرؤيا، وأسفله على الأولاد والإناث.
وقال القيرواني إنّ السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه. والعرب تقول: ثل عرشه، إذا هدم عزه.
والعرش: السرير، وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة، لأنّ النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته. وربما دل على النعش، لأنهّ سرير الْمنايا. فمن تكسر سريِره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكاً، وعزل عن نظره إن كان حاكماَ، وفارق زوجته إن كانت ناشز أو ماتت مريضة، أو زوجها إن كان هو المريض، أو سافر عنها أو هجرها، وقد يدل وجهه على الزوج، ومؤخره على الزوجة، وما يلي الرأس منه على الولد، وما يلي الرجلين على الخادم والابنة، وقد يدل حماره على قيم البيت، وألواحه على أهله. وقد يدل حماره على الخادم، وألواحه على الفراش، والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة.
وأما من رأى نفسه على سرير مجهول، فإن لاق به الملك ناله، وإلا جلس مجلساً رفيعاً. وإن كان عزباً تزوج، وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً. وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه، أو كان له جمال. وإن كان لا فرش فوقه، فإنّ راكبه يسافر سفرِاً بعيداً، وإن كان مريضاً مات، وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله، ركب محملاً على البعير، أو سفينة في البحر، أو جلس فيها على السرير.