اللؤلؤ

By | 26 أبريل، 2015

اللؤلؤ: اللؤلؤ المنظوم في التأويل القرآن والعلم، فمن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً مستوياً فإنّه يفسر القرآن صواباً، ومن رأى كأنّه باع اللؤلؤ أو بلعه فإنّه ينسى القرآن، وقيل من رأى كأنّه يبيع اللؤلؤ فإنه يرزق علماً ويفشيه في الناس. وإدخاله اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين، فإن رأى كأنّه ينثر اللآلىء من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فإنّه واعظ نافع الوعظ. وقيل إنّ اللؤلؤة امرأة يتزوجها أو خادم. وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى: ” يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ إذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتُهُمْ لؤلؤاً مَنْثُوراً ” .
واستعارة اللؤلؤ تدل على ولد لا يعيش، واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك. واللؤلؤ الكثير ميراث أيضاً، وهو للوالي ولاية، وللعالم علم، وللتاجر ربح. واللؤلؤ كمال كل شيء وجماله.
ومن رأى كأنّه يثقب لؤلؤاً بخشبة فإنّه ينكح ذات محرم. ومن بلع لؤلؤاً فإنّه يكتم شهادة عنده، ومن مضغ اللؤلؤ فإنّه يغتاب الناس، ومن رأى كأنّه تقيأه ومضغه وبلعه فإنّه يكابد الناس ويغتابهم، ومن رأى لؤلؤاً كثيراً مما يكال بالقفزان ويحمل بالأوقار وكأنّه استخرجه من بحر، فإنّه يصيب مالاً حلالاً من كنوز الملوك، فإن رأى كأنّه يعد اللؤلؤ فقد قيل أنّه يصيبه مشقة. ومن رأى كأنّه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر، فإنه يسأل عالماً عن المسائل لأنّ العالم خزانة ومفتاحها السؤال، وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضهِا ويولد له منها أولاد حسان. ومن رأى كأنّه رمى لؤلؤاً في نهر أو بئر فإنه يصطنع معروفاً إلى الناس. فمن رأى كأنه ميزّ بين لؤلؤة وقشرها، وأخذ القشر ورمى بما في وسطه، فإنّه نباش، وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره، وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن.
واللؤلؤ غير المنظوم يدل على الولد، وإن كان مكتوباً فإنّه جوار، وربما دل منثوره على مستحسن الكلام، وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلين يدخلان في أفواهما اللؤلؤ.، فيخرج أحدهما أصغر مما أدخله، ويخرج الآخر أكبر منه. فقال: أما ما رأيته يخرج صغيراً فإنّك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه، وأما من رأيته يخرج كبيراً فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه.
وجاءته امرأة فقالت: إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى، فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى، فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين، إحداهما أطول من الأخرى، فعلمت أختك الصغرى. فقالت: صدقت تعلّمت البقرة وآل عمران، فعلمت أختي آل عمران.
وجاءه رجل فقال: رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به، فقال أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته، فإتق الله.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأني أثقب لؤلؤة، فقال: ألك أم؟ قال نعم، كانت، وسبيت، قال: فلك جارية اشتريتها من السبي، قال نعم، قال: اتق الله فأمك هي. وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّي أمشي على لؤلؤ، فقال: اللؤلؤ القرآن ولا ينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ فمي مليء لؤلؤاً وأنا ضام عليه لا أخرجه، فقال: أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه، فقال: صدقت.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ في إحدى أذني لؤلؤة بمنزلة القرط، فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن.
وجاءه آخر فقال: رأيت كأنّ اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه ولا آخذ منه شيئاً، قال: أنت رجل قاص تقول ما لا تعمل به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *